الأحد، 19 أبريل 2015

والقرنفُلِ إذا هوى

والقرنفُلِ إذا هوى


شعر / أحمد حنفي



(أ)
أحملُ نبضتينِ من دماءٍ
وأنزفُ بعيداً
خلف صحراءٍ ..
تنمو على جانبي النهرِ
أُفرِّغُ قلبي ..
وأعودُ طيفاً يحومُ
أصقلُ نصلاً جديداً
أطعنني
فأنزفُ حروفاً تتشكَّلُ ..
وبعضَ قصيدة

(ب)
أرسمُ بالنصلِ على جدارِ القلبِ ..
بيتاً
تسكنه الملائكةُ
وعلى سبيلِ الاحترازِ ..،
ألقيتُ شِفرةَ مفاتيحِهِ بأشعاري ؛
فالملائكةُ لا تقرأُ الشعرَ
سأعلِّمهم كيف يكتبونه في المستقبلِ
وكيف يستغفرون به من اللا ذنبِ
وحرصتُ أن يكونَ بلا نوافذ ..
غير التي تطعنُ الصمتَ ؛
لأنني علمتُ أنَّ الملائكةَ ..
لا تُجالس الشعراء

(ج)
يحدثُ في تلك الصحراءِ البعيدةِ ..
أنَّ زهرةً ..
بدت مرشوقةً في جبينها
بعد يومين أنبتت ساقينِ عاريتينِ
وراحت تطفقُ عليهما من المجازِ إزاراً
وأخرجت نهدين مكتملي الاستدارةِ
وخصراً .. ينبضُ بالتَّمحُّنِ
تجلسُ في الليالي القمريةِ
مُرخيةً جدائلَها على صدرها
تترنَّمُ بصوتها / السحرِ
تُصوِّبُ في عينيّ حلمتيها المنتصبتينِ
تُشهِّيني ..
بشهدها المُسالِ على إزارها
إنها تتخلَّلني تماماً
عند الفجرِ ..
نستبقُ إلى النهرِ
لترتدي مجازَها الشهيَّ ..
ونبضتينِ من دمي

(د)
كلما سطعَ في السَّماءِ نجمٌ ..
هوت إلى الأرضِ قرنفلةٌ
وكحبَّتينِ من التَّوجُّسِ
أحملُ الطريقَ على كتفي؛
فالقرنفلُ لا يرتدي حذاءً ضدَّ المطرِ
ولا تطربُهُ نغماتُ المرجانِ اللاذعةُ
لطفاً أيُّها المرجانُ ..
دعني أتذوَّقُ حبَّتينِ منهُ ..
قبلَ أن تدهمَهُ بموسيقاكَ التي لم تُلحَّن بعد ..

(هـ)
قد أضطرُّ إلى إغلاقِ النَّافذةِ الآنَ
مُتَّكئاً على صمتي ..
اقرأُ لشاعرٍ .،
انداحَ على صدرِ قصيدةٍ
وتسلَّلَ عبرَ لُعابِ زهرتهِ ..
  كوميضٍ
أستطيعُ أن أراه الآنَ ..
منتحراً
بين دفتيِّ كتابٍ ..
لُطِّخت أوراقُهُ بالقرنفُلِ ..
بعد أن كتبَ قصيدتَهُ ..
(والقرنفلِ إذا هوى)

(و)
صوتُها المألوفُ كضجيجِ المقهى
ربما كصوتِ الترامِ
لقاطنِ الشُّرفةِ المطلَّةِ على الميدانِ
صارَ لا يرسمُ خارطةً للنَّبضِ
ولا يحملُ منعتقاً للبوحِ
سوى زهرة ..
غادرها الذهولُ ..
حينَ نبتت عاريةً في تلك الصحراءِ البعيدةِ
لم أكن أعلمُ أنَّها تنتمي ..
لتلك التي يسمونها ..
                     القرنفُل.


                                                      7 إبريل 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق