الخميس، 30 أبريل 2015

مشكلة الإغراق في المجاز


مشكلة الإغراق في المجاز 


بقلم / أحمد حنفي


يمنحنا المجاز المفرط دائماً تجاعيد على وجه القصيدة وبالتالي فهو سلاح ذو حدين إما يغمرك بنشوة النص وإما يخرجك خارج دائرته وبالتالي فقدت القصيدة دورها وتحولت إلى ظاهرة لغوية - بلاغية ..وتحولت القصيدة من دورها كمرسلة لن تتحقق إلا في ذهن المتلقي إلى شفرةٍ يجتذبها التأويل إلى أقرب حالة نفسية للمتلقي وهي سمات القصيدة الشخصانية التي لا تتحقق بالكامل إلا لدى كاتبها فهو وحده من يمتلك شفرتها ..ليس معنى ذلك أن القصيدة المفتوحة على مصراعيها للمتلقي قصيدة جيدة .. بل اعتبرها بودلير من سمات الشعر الزائف كونها تفرط في التعبير عن المعنى ورأى أن الشعر لابد وأن يعرض من خلال صورة مبرقعة (أي: من خلف حجابٍ شفيف)يتبقى لدى الشاعر حساسيته ومقدرته في استخدام المجاز لصالح الفن وانتصاراً له وليس من أجل الانتصار للتفرد والتمرد بآن ..وعي الشاعر هو من ينبئ بشاعر يعيش وسيظل وآخر يموت بعد قصيدته بثوانٍ قلائل...

30 إبريل 2015

الإسكندرية

الأحد، 19 أبريل 2015

والقرنفُلِ إذا هوى

والقرنفُلِ إذا هوى


شعر / أحمد حنفي



(أ)
أحملُ نبضتينِ من دماءٍ
وأنزفُ بعيداً
خلف صحراءٍ ..
تنمو على جانبي النهرِ
أُفرِّغُ قلبي ..
وأعودُ طيفاً يحومُ
أصقلُ نصلاً جديداً
أطعنني
فأنزفُ حروفاً تتشكَّلُ ..
وبعضَ قصيدة

(ب)
أرسمُ بالنصلِ على جدارِ القلبِ ..
بيتاً
تسكنه الملائكةُ
وعلى سبيلِ الاحترازِ ..،
ألقيتُ شِفرةَ مفاتيحِهِ بأشعاري ؛
فالملائكةُ لا تقرأُ الشعرَ
سأعلِّمهم كيف يكتبونه في المستقبلِ
وكيف يستغفرون به من اللا ذنبِ
وحرصتُ أن يكونَ بلا نوافذ ..
غير التي تطعنُ الصمتَ ؛
لأنني علمتُ أنَّ الملائكةَ ..
لا تُجالس الشعراء

(ج)
يحدثُ في تلك الصحراءِ البعيدةِ ..
أنَّ زهرةً ..
بدت مرشوقةً في جبينها
بعد يومين أنبتت ساقينِ عاريتينِ
وراحت تطفقُ عليهما من المجازِ إزاراً
وأخرجت نهدين مكتملي الاستدارةِ
وخصراً .. ينبضُ بالتَّمحُّنِ
تجلسُ في الليالي القمريةِ
مُرخيةً جدائلَها على صدرها
تترنَّمُ بصوتها / السحرِ
تُصوِّبُ في عينيّ حلمتيها المنتصبتينِ
تُشهِّيني ..
بشهدها المُسالِ على إزارها
إنها تتخلَّلني تماماً
عند الفجرِ ..
نستبقُ إلى النهرِ
لترتدي مجازَها الشهيَّ ..
ونبضتينِ من دمي

(د)
كلما سطعَ في السَّماءِ نجمٌ ..
هوت إلى الأرضِ قرنفلةٌ
وكحبَّتينِ من التَّوجُّسِ
أحملُ الطريقَ على كتفي؛
فالقرنفلُ لا يرتدي حذاءً ضدَّ المطرِ
ولا تطربُهُ نغماتُ المرجانِ اللاذعةُ
لطفاً أيُّها المرجانُ ..
دعني أتذوَّقُ حبَّتينِ منهُ ..
قبلَ أن تدهمَهُ بموسيقاكَ التي لم تُلحَّن بعد ..

(هـ)
قد أضطرُّ إلى إغلاقِ النَّافذةِ الآنَ
مُتَّكئاً على صمتي ..
اقرأُ لشاعرٍ .،
انداحَ على صدرِ قصيدةٍ
وتسلَّلَ عبرَ لُعابِ زهرتهِ ..
  كوميضٍ
أستطيعُ أن أراه الآنَ ..
منتحراً
بين دفتيِّ كتابٍ ..
لُطِّخت أوراقُهُ بالقرنفُلِ ..
بعد أن كتبَ قصيدتَهُ ..
(والقرنفلِ إذا هوى)

(و)
صوتُها المألوفُ كضجيجِ المقهى
ربما كصوتِ الترامِ
لقاطنِ الشُّرفةِ المطلَّةِ على الميدانِ
صارَ لا يرسمُ خارطةً للنَّبضِ
ولا يحملُ منعتقاً للبوحِ
سوى زهرة ..
غادرها الذهولُ ..
حينَ نبتت عاريةً في تلك الصحراءِ البعيدةِ
لم أكن أعلمُ أنَّها تنتمي ..
لتلك التي يسمونها ..
                     القرنفُل.


                                                      7 إبريل 2015

الثلاثاء، 7 أبريل 2015

نم صديقي

نم صديقي 



مهداه لروح الصديق الشاعر / أحمد الفلو



شعر / أحمد حنفي

الشاعر الراحل / أحمد الفلو

نم صديقي ..

عند موج البحرِ

أودع نبضةً من فجرك الضافي

و سلِّم ..

عندما ينسلُّ خيطُ الليلِ من قلب الفتى

يا للفتى ..

قد أرَّقتهُ النورساتُ

بِغزلهنَّ شِباكَ بوحٍ للمدى

نمْ 

..
ثُمَّ قَلِّبْ جفنكَ المَقذيَّ بالبحرِ ..

ترى الموجَ حصاناً من حنينْ

عندما كنَّا على مقهى ..،

تُفجِّرُ ضحكةً من صدرك الرقراقِ ..

يرتقها الأنينْ

كنتُ أشعرُ ..

أنَّ لونَ الأرضِ يبهتُ

أنَّ وقتاً ..

كان يمنحُكَ الكِساءَ الموسميَّ ..

قد تعثَّرَ ..

و هْو يعبرُ ضِفَّةَ الروحِ

و أنَّ الماءَ في ثورتهِ ..

قد أبدلَ القلبَ ذهولاً

عندما ضَلَّ الطَّريقَ النَّرجِسِيَّ

أنَّ شِعراً يتدلَّى من جَبينِكَ ..

نازفاً ألماً على وجه السطورِ

سوف يندملُ قريباً

يهجرُ القلبَ الشَّجيَّ

نمْ صديقي ..

عند شمسٍ ( نَيِّره ) *

( تنسجُ العمرَ قميصاً لأبيها ) **

يرتديهِ ..

حينَ تنفَضُّ المساءاتُ و ترحلُ ..

للبلادِ المقفره


----------------------------

*( نيرة ) اسم بنت الشاعر الراحل / أحمد الفلو

** السطر من قصيدة ( نيرتي ) للشاعر الراحل / أحمد الفلو ، ديوان ( وهرات ) ص 60