الشعراء الأعزاء
/ مدعو الثقافة ..
تحية طيبة و بعد
..
أولاً أحب أن
أخبركم بأنني لا أكرهكم حد التعب و لا أمقتكم حد التوجس من ذكركم لذا فيسعدني أن أتوجه
لكم برسالتي تلك عسى الله أن يلهمكم بأنكم أحد من كُتبت إليهم ..
ليس من الضروري
ذكر أسماءٍ فهى معلومة للجميع و الجميع يدرك ذلك جيداً ، ألم يدرك المتنبي أنه سيد
الشعر و الشعراء ؟!
و كذلك أدرك أبو
العلاء أنه أحكم من كتب ؟!
و ربما أدرك دنقل
تمايزه و اختلافه ...
و ها أنا أدرك
أنكم معشر الشعراء تدركون أنفسكم حقيقةً و تنزلونها منزلتها الواجبة .. و لكن أمام
المرآة أيها المزيفون.
قطعاً ليس جميعكم
مزيفون .. لكنهم يعرفون أنهم كذلك و يغضون الطرف ليرتدوا أقنعة الحقيقيين و كي ينفرطوا
بيننا ليمارسوا شعوذاتهم على الصغار و المأفونين محاولين بذلك اتخاذ دور ليس لهم في
مجتمع بالفعل يكتظ بالحشرات ..
و حتى لا يعتقد
البعض أنني أتهم الجميع بالتزييف و الادعاء أو أنني أمارس تزييفاً موازياً لتزييفهم
كان لزاماً عليَّ أن أخبركم بآليةٍ بسيطة تكتشفون بها أنفسكم ..
ربما نسميها تجربة
اختبار المعدن الشخصي للمثقف و التي نرجو من ورائها الحصول على نتيجة من اثنتين ؛ أنا
مزيف أو أنا حقيقي
عليك بقراءة
رواية "مائة عامٍ من العزلة" لماركيز ، و هى الرواية الأشهر لكاتبها و
مترجمة للعربية أكثر من مرة و طبعاتها متعددة و سهل الحصول عليها لذا لن تكون هناك
مشكلةً في تطبيق اختبار المعدن الشخصي للمثقف .. ثم بعد أن تقرأها قم بحساب الفترة
الزمنية التي استغرقتها لذلك .. قم بقراءتها ثانيةً و افعل نفس الشئ تجاه الزمن
المستغرق للقراءة الثانية ..
فإذا كانت
قراءتك الثانية استغرقت زمناً أقل من الأولى فأنت مزيف لا محالة !!
ثم أجب عن
الأسئلة التالية لتتأكد من أنك مدعٍ .. كم شخصية في الرواية تسمى
"أركاديو" ؟ و كم مرة ذكر اسم "أركاديو" بالرواية ؟ و كم مشهد
جنسي ضمته الرواية بين دفتيها ؟
إذا استطعت
أن تجيب بدقة على الأسئلة السابقة أو حتى دارت بخلدك و أنت تقرأها للمرة الثانية فتأكد
أنك مزيف .. مزيف .. مزيف!
الحقيقي يا
سادة يرى ما لا يراه الآخرون .. و يغنيه كتابه عن التسكع أمام الندوات و المقاهي و
شراء المريدين بالإطراء الرخيص .. الحقيقي يا سادة و باختصار شديد يلمع في الضحى
..
لقد سئمت من
اعتلائكم منابر المثقفين و سئمت من القطعان التي تتبعكم و سئمت من الثقافة ذاتها
التي تعجز أن تطردكم من حظيرتها و يكفيكم من شعارات أنكم تعاملون الناس بالحب ..
أي حبٍ في
ذلك التضليل تدعون ؟ .. ثم أي حبٍ تمارسون ؟
أما آن
الأوان أن ترحلوا في صمتٍ ؟
أم أنكم
تريدون الوقوف أمام مرآة الحقيقة ؟
لا مفر من الحقيقة
إذن ..
أحمد حنفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق