السبت، 15 نوفمبر 2014

توضيح حول موقفي من أ. محمود عبد الصمد و د. خيري السلكاوي ..

توضيح حول موقفي من  أ. محمود عبد الصمد و د. خيري السلكاوي .. 

بقلم / أحمد حنفي

بالطبع ليس بخافٍ على المتابع للساحة الأدبية بالإسكندرية ما هو دائر من مناوشاتٍ لا ترقى لأن توصف بالمعركةِ الأدبيةِ بين الأستاذ و الشاعر و الناقد محمود عبد الصمد زكريا و د. خيري السلكاوي و التي تركت الأدب موضوع الخلاف و الأجدر بالمناقشة لتنال الأشخاص و القدح في الذوات و كان لي في تلك القضيةِ رأياً ربما عدَّه البعض معتبراً و ربما البعض الآخر رآه متجاوزاً للدرجة التي سمحت لنكرةٍ من هنا و كائناً من هناك أن يتهمني بممارسة لعبة من شأنها تسليط الضوء على شخصٍ و إخمال ذكر آخرٍ و كفى بهؤلاء جهلاً و ادعاءً أنني لستُ العقَّاد حين أعلنُ أن هذا محققٌ و هذا حقيقي و ذاكَ مدَّعٍ ستلتصقُ بهم تلك الصفات و كأنَّ معي أختام صكوك الإبداع و الادِّعاء ..


لكن الأمر على خلاف ذلك و ربما يجدر بنا شرحه من بدايته ، حيث كانت البداية بالتصريح لجريدة الواقع العربي الإليكترونية عن استيائي للطريقة التي تدار بها الأنشطة الثقافية بقصر ثقافة الشاطبي من فعاليات أراها لا ترقى للمستوى الأدبي الذي نطمح إليه من ذلك مثلاً إنشاء الصالونات الأدبية لأشخاص يديرونها و مع احترامنا لأسمائهم و شخوصهم أرى أننا حين نتحدثُ عن صالونٍ أدبيّ المفترض أن يديره قامةً بحجم د. العشماوي مثلاً و الذي بموته توقفت الصالونات الأدبية بالثغر هكذا أرى أنا معنى الصالون الأدبي و معنى أن يديره قامةً تفيد بعلمها و ثقافتها الحضور من الأكادميين و الأدباء على حدٍ سواء .. هذا رأيي و أنا حر أعبر كيفما أشاء خاصةً و أنني لم أتناول أحداً بعينه بل قلت " أن قصر ثقافة الشاطبي أصبح وكراً لأنصاف المبدعين و المدعين " لكنَّ هذا لا يعني أن كل من يقيم نشاطاً به فهو مدَّعٍ بدليل أنَّ الأستاذ حسني منصور يدير نشاط قصر ثقافة مصطفى كامل هناك و كلنا نعلم من هو حسني منصور و لا أظنه يحتاج شهادة مني ..  بل أظنه لا يعرفني أصلاً و لكن الحق أقول إنَّ لحسني منصور من الوعي و الموهبة ما يمكنه من إدارة ندوة قيمةٍ كتلك التي يديرها و بالتالي ليس كل من يقيم نشاطاً بقصر ثقافة الشاطبي ينسحب عليه التصريح السابق ..


ثمَّ كان ما كان من أزمةٍ نشأت بين الشاعر محمود عبد الصمد زكريا و بين د. خيري السلكاوي و التي لا أعرف سببها الحقيقي و لست أسعى لمعرفته لكنَّ ما استوقفني و بشدةٍ هو إعلان الأستاذ عبد الصمد عزوفه عن حضور ندوات و فعاليات ثقافية بالإسكندرية نتيجة ما ناله من طرف د. خيري السلكاوي و ما ترتب عليه من ضررٍ نفسي أسلمه للإحباط و التخلي عن كافة التزاماته نحو الأدب و الأدباء و هو الأمر الذي رأيته حسب تقديري جللاً و لا ينبغي أن أترك قيمةً كتلك تنسحب من الساحة الأدبيةِ السكندرية مخلفةً فراغاً يعيي من يحاول ملأه .. و وجدتُ نفسي مدفوعاً للكتابةِ ليس لأساند الأستاذ عبد الصمد و لكن لأنني رأيت أن أساند القيمة و الفكرة فربما اليوم عبد الصمد و غداً فلان و بعد غدٍ نراها خاوية على عروشها .. رأيتُ أن أدعم تاريخاً و قامةً كعبد الصمد و لكن عبد الصمد صار لدي كنايةً عن الأديب الذي ما له أن يتخلى عن موقعه و فكرةً أجدرُ بها أن تكون مجرَّدةً معزولةً عن الأسماء و الأحداث .. و هو ما يعني أنَّ الأستاذ عبد الصمد لم يستأجرني للكتابة نيابةً عنه أو دفاعاً أو دعماً لأنه و ببساطةٍ شديدةٍ للذي لا يعرف عبد الصمد أنه أقدر مني للحديث عن نفسه و الدفاع عنها و أنه ليس من هؤلاء الذين يخوضون حروبهم بالوكالة و ببساطةٍ أشدُّ للذي لا يعرفني فلست من هؤلاء الذين يسخرون أقلامهم لحسابِ الآخرين إذ إنني لست طامعاً في مالٍ و لا منصبٍ و لا عضويَّة مكانٍ ما و لا ما شابه ذلك و الجميع يعرف أنني أشتغل على مشروعي النقدي الخاص بالكتابة عن الشعراء السكندريين و الشباب منهم على وجه الخصوص أمثال هشام دياب و وليد المصري و تامر أنور و أحمد كامل و أشرف دسوقي .. و غيرهم الكثير و لن أكون مستعداً لأن تستهلكني تلك المناوشات أو أشباه المعارك للدرجة التي جعلت من نكرة لأن يقول أنَّ "الأخ أحمد حنفي يمارس لعبة ترفع فلاناً و تحط فلاناً" و هو ما ليس بغريب على نكرةٍ تدعي لتري الجميع مثلها ممن يمارسون الألعاب القذرة .. فأنَّى لنا هذا !

أ. محمود عبد الصمد زكريا

 صحيحٌ أنني انفعلت في ذلك المقال و تطاولت .. لكنني كما قلت كنت مدافعاً عن قيمةٍ أراها -  و لمَّا أزل -  فاعلة و مؤثرة بحياتنا الثقافية بالإسكندرية و أكرر أنَّ الأستاذ عبد الصمد لا يحتاجني للكتابة عنه فالرجل موجود و محقق بالفعل لا يكاد يمر شهر إلا و تقرأ له مقال أو قصيدة أو دراسة بدوريةٍ عربية أو مصرية أو تراه محاضراً بندوةٍ أو مؤتمر و آخرها من أيام قلائل بمؤتمر ديرب نجم الرابع عشر بالشرقية ..


و انفعل الشعراء و الكتاب بالمقال الذي كتبت و كان بعنوان "محمود عبد الصمد و مدعو الثقافة" و لاقى ردود أفعالٍ جلها يصب في وعاء الأستاذ عبد الصمد فقط لأنهم يعلمون قيمته ..


و لكن بعد مرور أسبوعٍ تراجع البعض عن آرائه و اعتذر البعض حين راجعهم د. خيري السلكاوي و الذي حين علَّق على المقالِ لم يشر لي من قريبٍ أو بعيد بل ركز كل جهده في الذب عن نفسه و الاهتمام بدحض تاريخ الأستاذ عبد الصمد مغلفاً ذلك بغلالةٍ من السباب و القذف المتعلق بمقدرته الأدبية من جهةٍ و بشخصه من جهةٍ أخرى و أصبح الأمر مرتعاً للتراشق بين كل الأطراف على صفحاتهم الشخصية .. و لأنه لم يوجه لي حديثاً عن مقالتي بتعليقه فقد تجاهلته و لم أرد تاركاً المساحة للأستاذ عبد الصمد أن يدافع عن نفسه إن شاء و ليعلم الجهال أنني لست مأجوراً و إلا لكنت رددت على د. خيري السلكاوي و هذا لم يحدث و كذا لم ينبس الأستاذ عبد الصمد ببنت شفةٍ و لم يدافع عن نفسه و هذا شأنه ..

د. خيري السلكاوي

ثم كان الأمر الذي أحرجني فعلاً حين أرسل لي د. خيري السلكاوي رسالةً على الفيس بوك أنشرها لكم كاملةً ، نصها كالآتي :
(لن اقول لك غير اتق الله فيما تكتبه عنى ولم يسبق لك معرفتى ولم اؤذيك فى شىء و تحرى الصدق .. وليس كل ماتسمعه تصدقه )
فقد أحرجني الرجل بدماثته و لابد أن أعترفَ أنني كنت أتوقع منه تلك الرسالة و لكن ليس بذاك المضمون فقد حدثوني عنه أنه سريع الانفعال كثير السباب يعشق المشاكل و لذا فقد توقعت منه رسالة ملؤها السب و القصف و الوعد و الوعيد .. و صحيحٌ أن أيَّــاً من تلك الأمور له عندي ما يماثله إن لم يكن أكثر لكنني ما كنت لأرد عليه إن فعل حتى لا يستغرقني بعيداً عن مشروعي الشعري و النقدي .. فما كان مني إلا أن أكتب له برسالتي التي أنشرها كاملةً لكم الآن ..


(د. خيري السلكاوي
بدايةً لا شكَّ في أنَّ تقوى الله مطلباً نبتغيه و حصناً نلوذُ به من شرّ أنفسنا فرجاءً لا تطلب مني أن أتقيه سوى أن تكون ناصحاً و هو ما يسعدني على الدوام أن أجدَ الناصحين .. و لك عندي نقطتان موضوعيتان - و بما أنَّك رجل علم - فأعترفُ لك بهما :
النقطة الأولى: أنه يجب عليَّ تحرِّي الصدق
 النقطة الثانية: أنه ليس كل ما أسمعه أصدقه و بالتالي لك عندي في مقابل هاتين النقطتين الموضوعيتين أمران :
الأمر الأول: حذف الموضوع من المدونة و من الفيس بوك
 الأمر الثاني: تكوين وجهة نظر خاصة بي 100% عن كتاباتك الشعرية و ربما يحالفني الحظ و أجد ما طبعت من دواوين شعرية لحظتها لن أتردد عن كتابة وجهة نظري من منظورٍ علمي محايد تماماً و لكن عليك معرفة بعض الحقائق الهامة عن الموضوع و ربما عني ، ألخصها في النقاط الآتية :
أنا لست مدفوعاً من قبل محمود عبد الصمد فلست أنا من يستأجر من قِبل البعض للانتقام من البعض الآخر
إنَّ ما حملني للكتابة عن تلك الأزمة هو أن الشاعر محمود عبد الصمد كتب أنه يتعرض لضغط و تشويه متعمد و أنه سيعكف بمنزله مبتعداً عن الحياة الأدبية و هو ما أثار لدي إحساس بالقهر ينبغي أن يُساند من قبل المبدعين خاصة و أنا أرى أنه شاعر و ناقد مهم و رؤيتي تلك لا علاقة لها بشخصيته و إنما هي الحقيقة التي لا يستطيع إغفالها منصف
إنَّ لي مشروعي الشخصي سواء كان بالشعرِ أو النقد و لن أسمح أن تستهلكني تلك المعارك خاصة و أنا لست طرفاً فيها لكنه كان انفعال و أخرجته على الورق و لن أكرر الكتابة فيه و يكفيني كتابة رؤيتي النقدية عن شعراء الإسكندرية و كتابها بعيداً عن شخصياتهم و حياتهم الخاصة
عندما كتبت ما كتبت لم أكن أقصدك صراحةً و إنما تكلمت عن القضية بعمومها و التي قد يتعرض لها أي أديب
أحب أن أكرر أنني حر في كتاباتي و لا يتم دفعي من قبل أشخاص خاصة و أنني و الحمد لله في غنىً عما يتهافت إليه الناس سواء كان مالاً أو شهرةً كما أنَّ قلبي لا يرجف أمام أحد
أشكر لك صبرك و أعتذر عن الإطالة
و ربما أطلعك مستقبلاً برؤيتي في كتاباتك الشعرية إن كنت مهتماً لذلك و حتى أكون موضوعياً
و ربما وجب عليَّ شكرك لمراسلتك لي على الخاص فيما أعتبره مبادرةً تعبرُ عن دماثتك في المعاملة معي
أحمد حنفي – 13 نوفمبر 2014 )


ثم كان من د. خيري السلكاوي أن ردَّ عليَّ برسالة لن أنشرها لاعتبارات أحتفظ بها لنفسي لكن الرجل ردَّ بدماثةٍ بتُّ ءألفها لديه مشيراً إلى أنه يجب عليَّ نشر اعتذارٍ عما كتبت كما فعل الذين علقوا على المقال الذي نشرت بمدونتي (بوابة النقد الأدبي)  و المعنون كما قلت (محمود عبد الصمد و مدعو الثقافة) و هو الأمر الذي حدا بي أن أكتب ذلك التوضيح المطول فعلى الرغم من كوني لا أرفض ثقافة الاعتذار إلا أنَّ لي تحفظ على ذلك الطلب من د. خيري السلكاوي ؛ فإن كان من حقه أن أعتذر عن بعض التطاول بالمقالِ فأنا لم أذكر أسماءٍ و لم أتناول سيرته و هو الأمر الذي يقيني حرج الاعتذار أما إن كنت مطالباً بالاعتذار عن رأيي في أديب بحجم الأستاذ عبد الصمد فهو الأمر الذي لا يجب الاعتذار عنه لأنه محققٌ بالفعل و لن يجدي فيه رأيي نفعاً و لا ضراً .. لكنني ذكرتُ في أكثر من موضعٍ أنني أنتصر لفكرةٍ قد تطولني في يومٍ من الأيام معاول هدمها ..


لكن عزيزي د. خيري السلكاوي إن كنت ترى في تقديري لدماثتك و حرجي من أخلاقك ما يستوجب الاعتذار فلا بأس إذن أن أعتذر أني توقعت منك السوء و وجدت منك حسن الخلق على عكس ما سمعت عنك ..


أرجو أن تكون مبادرة الصديق المبدع حسام الحداد لرأب الصدع و التي أطلقها في إحدى تعليقاته على المقال محل اهتمام منك و من الأستاذ عبد الصمد ..
 و دعونا الآن نتفرغ لما هو أهم من الخلافات و تضييع الوقت الثمين لكليكما ..
تقبلا احترامي لشخصيكما.


أحمد حنفي
الإسكندرية – 15 نوفمبر 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق