الأحد، 1 أبريل 2018

العملية الإبداعية بين التأطير والتحرر


العملية الإبداعية بين التأطير والتحرر

كتب/ محمد حلمي


فى الآونةِ الأخيرة، انحاز البعض فى الوسط الأدبي إلي فكرةِ "التأطير" في العملِ الإبداعي، وذلك بوضع قوانين شكليّة يُقيَّد من خلالهِا النص الأدبي. وإن كُنا نتحدث عن مفهومِ الأدب بأنّه خُلاصة مجهود ذهني مُتفرد يخصّ شخص كاتبه، فإننا بذلك نعترف للكاتب بسلطانهِ على ما يكتبه من أفكارٍ وتوجيهها بالشكلِ المُلائم، طالما التزمت بالسياق والهدف الذي يُريد أن يُعبّر عنه وحققت التكامل والمغزى أو الفلسفة المُراد التعبير عنها.       
والعملية الإبداعية، فضاء مفتوح على كلِ الاحتمالات والتأويلات التي لا يعي القارىء من خلالها بشكل نسبي نقطة البداية ونقطة النهاية، لأنها ساحة مجهولة فى النهاية.   

بيد إننا نعترف فى بعضِ أنواع الكتابة وجوب التزامها بشروطٍ مُحددة لتخرج بالشكلِ المُلائم للغرضِ الذي كُتبت من أجلهِ مثل الكتابة الصحفية التي لا يُمكن أن تعتمد بأي شكل من الأشكالِ على الفنية التي قد نجدها في القصة أو الكتابة النثرية؛ لأنها تهدف فى المقامِ الأول إلى إظهار الأحداث والحقائق لتوصليها للمجتمعِ ككل.. فهي القلم الذي يُعبّر عن الواقع المجتمعي وأحداثه.
        

يقول رولان بارت عن الكتابة "
الكتابة هي هذا الحياد، هذا التأليف الذي تتيه في ذاتنا الفاعلة. إنها السواد- البياض الذي تضيع فيه كل هوية ابتداء من هوية الجسد الذي يكتب"
ونرى فى النهاية، أنًّ الكاتب ثائر دائمًا على الاعتياديّة.. لا تُلهمه تلك الأواني التي تراصت بانتظام.. هو يُريد تلك اللقطة الشاذة التي تجعل حدقة عينه تتسع، وتُثير قلمه للخروجِ من غمدهِ، وينقل معاركه على الورق، لا أن يتقيّد فى تكرارٍ أو إطارات جامدة معينة.
Top of Form




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق