الأربعاء، 24 ديسمبر 2014

رواية "نلعب أفلام" للكاتبة / هدى حسين عالمٌ من الروعة و السحر

رواية "نلعب أفلام" للكاتبة / هدى حسين
عالمٌ من الروعة و السحر

بقلم / أحمد حنفي



انتهيتُ منذُ قليل من قراءة رواية "نلعب أفلام" للشاعرة و الروائية "هدى حسين" و بالرغم من كونها صغيرة الحجم نسبياً مقارنةً بالسائد - 116 صفحة - إلا أنها كانت مجهدةً جداً و ممتعةً في آن ..
إنها تبدو في ظاهرها مغامرةً بين ثلاثة شبابٍ و ثلاث فتياتٍ دفعتهم الرغبة في اكتشاف (الآخر / الحب / الكون) إلى حد التورط في الهرب ، و لم تندفع الكاتبة (هدى حسين) وراء عالم الطلبة النزق المندفع بل جاءت الرواية كإعادة اكتشافٍ للحياة و تحول أبطالها إلى رموزٍ لتلك الحياة على شاكلةِ ما يرمزون إليه لتدخلك - كقارئٍ - إلى تجربة تعيدُ من خلالها نظرك في الطريقة التي تلقيت بها مُسَلَّمات الكون من إحساسك بوجود الله و طقوسك التعبدية و اندفاعك العاطفي و تمردك و تشيطنك و تأليهك لذاتك و خروجك من الجنة و خطيئتك الأولى و اكتشافك للكتابة و تأليفك للتاريخ و أسرك و تحررك و تأنيبك لضميرك ... إلى آخر تلك الأمور التي عالجتها الكاتبة بواسطة (الشخوص / الأفكار المجردة).
الشاعرة و الكاتبة / هدى حسين

تنتمي تلك الرواية - أو هكذا أحسبها - إلى روايات الواقعية السحرية (Magical realism) يتضح ذلك جداً في الفصل الثالث المعنون بـ (حديقة الرَّب) .. و نستطيعُ أن نتلمس الخلفية الفلسفية التي طرحتها هدى حسين و درايتها بأفكارٍ قديمة قامت عليها - و لا تزال - دياناتٍ عديدة كالقول بالتناسخ و الحلول و إن كانت أقرب إلى الطابع الصوفي منها إلى الديانات الهندية ..
كما برعت الكاتبة في ذلك التداخل الكرونولجي بين زمن السرد للمؤلف الضمني - أحد الشبان الثلاثة - و زمن الحدث مما زاد - في تقديري - من روعة التشويق بالرغم من أن هناك بعض المقاطع جاءت جافة جداً و فلسفيةً صرفاً ..
الرواية في مجملها إضافة جيدة جداً للرواية العربية تستطيع أن تلمس من خلالها عالماً جديداً كلياً و تحلق بخيالك مع تلك التأملات الفلسفية لتحصل على متعة فريدة افتقدناها كثيراً في روايتنا العربية ، أتمنى أن أجد الوقت الكافي مستقبلاً لأتوفر عليها بدراسةٍ نظراً لأهميتها كرواية.

غلاف الرواية


الرواية موجودة حالياً بالأسواق طباعة الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة (حروف) - 45 السعر جنيهان .. أنصح باقتنائها لكل من يحب أن يكرسَ لخياله و عقله مساحاتٍ جديدةً للانطلاقِ و الكشف.

أحمد حنفي - الإسكندرية

24 ديسمبر 2014

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق