رواية "نلعب أفلام" للكاتبة / هدى
حسين
عالمٌ من الروعة و السحر
بقلم
/ أحمد حنفي
انتهيتُ منذُ
قليل من قراءة رواية "نلعب أفلام" للشاعرة و الروائية "هدى
حسين" و بالرغم من كونها
صغيرة الحجم نسبياً مقارنةً بالسائد - 116 صفحة - إلا أنها كانت مجهدةً جداً و ممتعةً
في آن ..
إنها تبدو
في ظاهرها مغامرةً بين ثلاثة شبابٍ و ثلاث فتياتٍ دفعتهم الرغبة في اكتشاف (الآخر
/ الحب / الكون) إلى حد التورط في الهرب ، و لم تندفع الكاتبة (هدى حسين) وراء عالم
الطلبة النزق المندفع بل جاءت الرواية كإعادة اكتشافٍ للحياة و تحول أبطالها إلى رموزٍ
لتلك الحياة على شاكلةِ ما يرمزون إليه لتدخلك - كقارئٍ - إلى تجربة تعيدُ من خلالها
نظرك في الطريقة التي تلقيت بها مُسَلَّمات الكون من إحساسك بوجود الله و طقوسك التعبدية
و اندفاعك العاطفي و تمردك و تشيطنك و تأليهك لذاتك و خروجك من الجنة و خطيئتك الأولى
و اكتشافك للكتابة و تأليفك للتاريخ و أسرك و تحررك و تأنيبك لضميرك ... إلى آخر تلك
الأمور التي عالجتها الكاتبة بواسطة (الشخوص / الأفكار المجردة).
![]() |
الشاعرة و الكاتبة / هدى حسين |
تنتمي تلك
الرواية - أو هكذا أحسبها - إلى روايات الواقعية السحرية (Magical realism) يتضح ذلك جداً في الفصل الثالث المعنون
بـ (حديقة الرَّب) .. و نستطيعُ أن نتلمس الخلفية الفلسفية التي طرحتها هدى حسين و
درايتها بأفكارٍ قديمة قامت عليها - و لا تزال - دياناتٍ عديدة كالقول بالتناسخ و الحلول
و إن كانت أقرب إلى الطابع الصوفي منها إلى الديانات الهندية ..
كما برعت الكاتبة
في ذلك التداخل الكرونولجي بين زمن السرد للمؤلف الضمني - أحد الشبان الثلاثة - و زمن
الحدث مما زاد - في تقديري - من روعة التشويق بالرغم من أن هناك بعض المقاطع جاءت جافة
جداً و فلسفيةً صرفاً ..
الرواية في
مجملها إضافة جيدة جداً للرواية العربية تستطيع أن تلمس من خلالها عالماً جديداً كلياً
و تحلق بخيالك مع تلك التأملات الفلسفية لتحصل على متعة فريدة افتقدناها كثيراً في
روايتنا العربية ، أتمنى أن أجد الوقت الكافي مستقبلاً لأتوفر عليها بدراسةٍ نظراً
لأهميتها كرواية.
![]() |
غلاف الرواية |
الرواية موجودة
حالياً بالأسواق طباعة الهيئة العامة لقصور الثقافة سلسلة (حروف) - 45 السعر جنيهان
.. أنصح باقتنائها لكل من يحب أن يكرسَ لخياله و عقله مساحاتٍ جديدةً للانطلاقِ و الكشف.
أحمد حنفي
- الإسكندرية
24 ديسمبر
2014
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق